الثلاثاء، 30 مارس 2010

دلالات التقيين عند اهالي كرامة





التأويل الأسطوري للجسد:






















يمكن رصد الاشكال الهندسية التالية لرسومات الوشم بكرامة.
 1- "تسكسيت": وهذا الشكل الهندسي عبارة عن مستقيم تتقاطع معه 5 خطوط متعامدة وتسكسيت في اللغة الأمازيغية وكما يظهر من خلال الرسمين هي: المشط











5 - الحرقوس :
يعتبر الحرقوس  من مستلزمات تقيين العروس في طقس الزواج وخاصة ليلة الحناء ويستعمل الحرقوس بكثرة عند الشرفاء وتقنية إعداده جد بسيطة إذ يجفف في صدفة بحرية ( أمجوم) ويوضع في البخار أو ينفخ فيه عند إرادةالتزيين به والأداة المستعملة للتجميل بالحرقوس هي: عود من الدفلى تلصق برأسه الصوف والشكل الهندسي الذي تتخده رسوم الحرقوس في الوجه 14 نقطة جهة اليمين و 14 نقطة جهة اليسار و4 بين العينين و 4 على أرنبة الأنف ويفصل بين الأ 14 على الذقن أكطوم الذي ينطلق من الشفة السفلى إلى نقط الذقن.











1- أكطوم: أو أيطوم وهو وشم على الذقن ويأخذ عدة أشكال هندسية




هنا تظهر الحناية وهي تزين يدي العروس بالحناء





نلاحظ هنا المرأة التي وضعت مولودها الجديد زينت قدميها بالحناء ووضعت الودعة وصرة بها الملح والحرمل (ليحفظ طفلها من كل مكروه ) ورسوم الحناء عبارة عن طلاء في القدم اليمنى وفي الرجل اليسرى عبارة عن قبب



































تافويت: 


وهو وشم الذقن ويكون عبارة عن نصف دائرة تتفرع عنه ثمانية خطوط صغيرة وفي وسط شعاع تحيط به ثلاثة نقط من الجهة اليمنى و ثلاثة نقط في الجهة اليسرى و تافويت في اللغة الأمازيغية هي الشمس







































في هذا الرسم تظهر أربع نقط على أرنبة الأنف وتسمى : "الساقطا"
ومعناها : "الحلقة" في المعمار أو "عين الدار" 

































 شكل الشمس ’ "تافويت"


















هذا الشكل يسمى : "أفراي" أو "أفراج" بمعنى السياج الذي يحيط بالبستان أو بالزريبة










"تعياشين" أو "أفراج"


ويطلق الإسم على جميع أشكال الوشم على الجبين ويأخذ الأشكال الهندسية التالية : خط


مستقبم عمودي ينطلق منه خطان مائلان واحد إلى جهة اليمين والثاني إلى جهة اليسار





                              ويسمى "أدار و تبير" أي: رجل الحمام



















خط عمودي تتفرع منه 5 خطوط مائلة يمينا ويسارا نحو الأعلى تظهر


كأنها نبتة ويسمى هذا الشكل " أكطوم بو تشبورا" أو "إفر ن زيتون"


بمعنى غصن الزيتون و "أكطوم" له ارتباط بالنسيج ف "أكطوم نوسنلي"


هو خيط النيرة وهو عود من الدفلى يستعمل لتحقيق الإنسجام والتناغم بين


خيوط النسيج لذلك يسمى: "الروح ن أوسطا"     














خط عمودي يسمى أكطوم ويمينه ويساره 4 نقط جهة اليمين واليسار ويسمى:      


 "أكطوم إعمرن"


























خطان عموديان بينهما 4 نقط ويمينهما ويسارهما 4 نقط  وهما من نوع


"أكطوم إعمرن"


























هذا الشكل يسمى تافروخت ومعناه النخلة






التأويل الأسطوري للجسد:

إن تقسيم التفكير الأسطوري للكون إلى مبدأي الخير (إله النور) والشر (إله الظلام) ينعكس على مستوى الذات الإنسانية في انشطار الجسم إلى اليمين واليسار وهذا ما يتوضح من التأويلات الأسطورية لحالات و أوضاع الجسد الإنساني فالخبش أو الحك في راحة اليد اليمنى سيترتب عنه حسب المنطق الأسطوري : أخذ المال والخبش أو الحك في راحة اليد اليسرى إعطاء المال أما الحك أو خبش حاجب العين اليمنى معناه أن الغير يمدح هذا الشخص في حين أن الخبش أو الحك في حاجب العين اليسرى معناه أن الغير يهجو هذا الشخص والخبش أو الحك في أخمص القدم اليمنى في المفهوم الأسطوري سينجم عنه السفر والحك أو الخبش في أخمص القدم اليسرى معناه انتعال حذاء جديد ووجود خط في راحة اليد اليمنى و وجود الشيب في الجهة اليمنى من الرأس معناه أن الشخص مبارك سعيد وأن ذا الخط في الكف عليه الحذر من الباحثين عن الكنوز لانهم يستغلون هؤلاء الأشخاص في قطرة دمهم للمساعدة على إستخراج الكنوز المطمورة منذ الأزل فهذه التأويلات تؤدي إلى انشطار الذات الإنسانية إلى مبدأي الخير الذي يمثله اليمين والشر الذي يمثله اليسار( وهذا التصور نجده في الدين حيث"النفس الأمارة بالسوء" س يوسف أية 53 و " أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولائك المقربون في جنات النعيم " س الواقعة الآية 8 إلى 13.

كما نصادف تأويلات أخرى تعتمد على العلاقة السببية أو علاقة الجزء بالكل : ف"إيماض" العينين أي "الفرفرة" سينجم عنه رؤية الغائب و الحكة في الشارب ينجم عنها الدعوة إلى مأدبة فاخرة وشأن هذا التنظير وقراءة المستقبل انطلاقا من أوصاف الجسد و حالاته والتقيين هو الإضافة إلى الجسد من أجل تحقيق التوازن بين اليمين واليسار كما نجد اليمين واليسار في الميدان السياسي.



تغريب الجسد:




إن الجسد في المنطق الديني كامل متكامل ومستغن عن كل زيادة لقوله تعالى :" إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " س التين آية 3 فكل غضافة أو تعديل على الجسد يعد في منطق الدين تدخلا مباشرا في خلق الله فالجسد ليس ملكا للإنسان بل هو ملك للخالق سبحانه .

"لقد اهتز العالم العربي بتراكم المفاهيم والقيم المتعالية التي تفصل بين الإنسان وجسمه ومستقبله وتحرم متعته و شهوته وتغييره . ومن غير مبالغة أن نقول أن التحرر العربي يفترض تحرر الجسم هو الآخر فالعلائق الإجتماعية التي ندعو إلى تغيير بنياتها من حالاتها الإقطاعية المتخلفة غير منفصلة عن ضرورة تحرير الجسد الذي سلطت عليه أنواع وأصناف القهر" محمد بنيس في تقديم كتابه : الاسم العربي الجريح لعبد الكبير الخطيبي" دار العودة ط 1 بيروت 1/9/80 ص: 7
فالجسد في الثقافة يفرغ من حمولته التاريخية والذاتية مما يؤدي إلى تغريب الجسد حسب محمد بنيس .
ينال الجسد الأنثوي النصيب الأكبر من الضغوط الإجتماعية و الأخلاقية وتسلط عليه شتى أنواع المحرمات لأنه سر الشهوة أو هو جسد شيطاني وهكذا يلجأ الجسد الأنثوي إلى مقاومة القهر الذي يمارسه عليه النظام الإجتماعي لمحاولة فرض الذات ضد إرادة التهميش والإقصاء ، وسلاح المرأة في هذا الصراع هو التقيين فالمرأة ترمي من الكتابة والكلام إلى تفجير كل شروخ جسدها وتموجاته (....) لمحاولة الرد على القهر الوجودي الذي تمارسه عليها العلاقات الإجتماعية والأخلاقية والنفسية الذكورية.



وظائف وسائل التقيين الملازمة للجسد البشري:




1 - تصفيف الشعر:
* تزلوت: تكون في أول حلاقة رأس الطفل وذلك في شهر يناير الفلاحي =الناير =  إخف نوسكَاس début de l'année ويتكلف بإنجازها الفقيه أو الشريف ويمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من تسريحة " تازلوت " أو " تقرويت " تعكس اختلاف الإنتماء القبلي





















فتسريحة إكرامن: عبارة عن تجعيدة شعر تاونزا و جديلة تقرويت في الجهة اليمنى للرأس والجديلة بدورها تقسم إلى ثلاثة أجزاء يتم فتلها وتظفر الجديلة بخيط النيلة (تخابيت) ويلصق الفاسوخ بتجعيدة الشعر

أما تسريحة:- أيت حسا ولحسن و أيت و حمو: فهي عبارة عن تجعيدة الشعر "أعرفيي" وجديلة "تازلوت" وسط الرأس .والجديلة تتكون من جزءين يتم فتلهما ويعلق بها "الودع" و "الخماسية". .
أما تسريحة:- الحراطين و أيت تاكريرت: فهي عبارة عن تجعيدة الشعر "تاونزا" وجديليتين.
 (الأولى بالجهة اليمنى للرأس والثانية بالجهة اليسرى ).
وتحلق تازلوت في السنة السابعة من العمر.
 " وحلاقة الشعر" هي طقس تطهير وإنجازها في  بداية المراهقة يحتم اعتبارها طقسا انتقاليا" وتعلق تازلوت بضريح أحد الأولياء قربانا للولي وتنظم بهذه المناسبة حفلة "أعريم" يستدعى إليها كل أطفال القبيلة و يتم إطعامهم .
     وتجدر الإشارة إلى أن أيت حسا و حدو لا يحلقون "تازلوت"
 إلا في سن 45 . لأن الملاك جبريل عليه السلام يأخذ المؤمن إلى الجنة يوم القيامة من "تازلوت".


                          ب إفصلان:


طريقة في تصفيف شعر المرأة تستعملها المرأة الواضع وأم الطفل المختون وتقضي تسريحة "إفصلان" بتقسيم الشعر إلى:


 12 ظفيرة: 4 ظفيرات في الجهة اليمنى و 4 ظفيرات في الجهة اليسرى و 4 ظفيرات في الجهة الخلفية وتتكون كل ظفيرة من : 3 خصلات مفتولة .
ولتصفيف إفصلان في الختان وظيفة رمزية فهو يرتبط بطقس "أسخسي" فأم الطفل المختون تخمد لهيب الشمعة بخصلات الشعر في إشارة رمزية إلى إخماد آلام الإبن المختون.

ت "إدولال"
















هذه التسريحة خاصة بالسغروشنيات ولاتستعملها إلا المتزوجات وفي تصفيف "إدولال" يقسم الشعر إلى شكلتين: bandeaux

مفتولتين الأولى إلى جهة اليمين والثانية إلىجهة اليسار وتلتقيان وسط الرأس.









هذه المرأة صففت شعرها على شكل "إدولال"




                                                                                                                                 


               ث" إزلومن"


طريقة في تصفيف شعر العروس خاصة بسكان تولال ففي ليلة الحناء يظفر شعر العروس بخيوط الصوف ويخضب بالحناء وبعد أن تجف الحناء تفك خيوط الصوف فيبدو أثر الحناء عبارة عن خطوط متوازية .
2- الحلي:

الصائغ يدعى"أسكاك" صانع متجول يبدأ رحيله عبر القرى والأسواق بعد موسم الحصاد وتختلف التقنيات المستعملة في صياغة الحلي وكذا الأشكال والزخارف بحسب المناطق مما ينجم عنه إختلاف الحلي التي تتزين به المرأة بحسب اختلاف القبائل والعشائروالفخود . ينضاف إلى تعبير الحلي عن الإنتماء القبلي تعبيره عن الإنتماء الطبقي ف درجة الثراء تقاس بالحلي فأغلب المجوهرات من الفضة "النقرت" وتتزين المرأة الكرامية بطاقم من المجوهرات منها : "توميلت" وهي شعرية تنتصب فوق الجبين وهي خاصة بالمسنات
وتشد ب حزام يدعى "أبوقس" ينتهي برؤوس مفتولة تسمى "توتاتين" أو "إيشيون" .




























توميلت توضع على جبين المرأة المسنة

































"أبوقس" الحزام الذي يشد توميلت على رأس العجوز طوله 2 متر ينتهي برؤوس تسمى"توتاتين" أو "إشيون".




























"تاخمسيت":






* "تاخمسيت": توضع هذه الحلية فوق الرأس وتتكون من مشبك يشد بالخمار يسمى "تايزيمت" ن "تاخماسيت" وهذا المشبك نقشت فيه 5 دوائر صغيرة ، ثم من دائرة في وسطها صليب مزين بالخرز الأحمر ، ثم من "تاكْريشين" التي تتدلى فوق الجبين* "تيخرسين" : وهي حلقات من الفضة مرصعة أحيانا بالعقيق . تعلق بالأذنين و يتم ثقب الأذنين بواسطة أدوات حادة محمى في النار و غالبا ما يكون قضيب من نحاس وتنجز عملية الثقب المعلمة الواشمة و تجدر الإشارة أن "السغروشنية" لا تزين أذنيها بالأقراط .

























* "تالمعشوقت": عقد من العقيق المزركش يحيط بالعنق تتدلى منه "تالواحت" على الصدر.
* "تيزيبي" : عقد من الفضة على شكل سلسلة تحيط بالعنق.
*"تسغناس" : أو " تسرجال" وهي دبابيس منقوشة ذات رؤوس طويلة وتتوحد بسلسلة يعلق في وسطها منجد يسمى "فولتحمسا"
*"تاسدايت": أو "تشاغشت" أو "تازرا" وتسمى هذه الحلية في بوعنان:"المزروع" أو "التابوع" وهي عبارة عن سبع سلاسل صغيرة توجد كل سلسلة بين ثلاث "تاكْريشين" وتتوحد السلاسل السبع بخيط يسمى "أزداي" .
* "إزبيان": أو "تمقياسين" أو "أدبليجن" تزين المرأة الكرامية معصميها ب دبلجين عريضين من فضة دملج في اليد اليمنى و دبلج في اليد اليسرى .
* "تالخاتمت": الخاتم هو مجرد حلقة من الفضة بدون فص منقوشة بطريقة عشوائية وقد جرت العادة أن يضعه الرجال في خنصر اليد اليمنى و أن تضعه النساء في بنصر اليد اليسرى.
إن الخاتم يكشف عن أبعاد أنتروبولوجية توضح تطور شكل ومفهوم الزواج عبر تاريخ الإنسانية : فالإنسان البدائي كان يغير عن الكهف ويسبي المرأة بيده اليسرى وبيده اليمنى سيف تحسبا لرد فعل أهل المرأة و هذا ما يوضح العادة التي تقضي أن (تقف العروس إلى جهة يسار العريس ليلة الزفاف) وبعد أن يوصلها إلى المغارة يكبلها بالسلاسل و الأغلال و بتطور البشرية تم استبدال الأغلال بالخاتم و وظيفة الغل والخاتم واحدة و هي: (ضمان التزام إخلاص الزوجين ) .
للخاتم قيمة رمزية فهو يشكل بالضرورة جزءا من (الهدية التي يقدمها العريس لخطيبته.)
"تاغلالت": لا يستعمل الودع إلا مع تسريحة "إدولال" أو مع تسريحة " تازلوت" و الودع لا تتزين به إلا المتزوجة .

العطر و العطور:
إن استعمال العطور مرتبط منذ المرحلة الأولى البدائية بالتقسيم الإجتماعي للعمل بين الرجل و المرأة :( فالرجال يتوجهون إلى الصيد و النساء يتوجهن إلى القطاف فهذه المرحلة من الإقتصاد الرعوي الزراعي تثبت الوظيفة النسوية للعطور ) غير أن العطور انفصلت عن الطبيعة لتدخل مجال الثقافة { لقد تخلصت العطور مبكرا من وحشيتها الجليلة بالرغم من أنها ترتبط أساسا بالطبيعة} و مجالات استعمال العطور منذ القدم هي: " ...أعياد القرابين وفي المواد المثيرة للشهوة و في الطبخ بكل اختصار".
و تتعطر المرأة الكرامية ب "توسرغينت"وتحضير هذا العطر : يعتمد على تركيب عدة مواد عطرة تضاف إلى توسرغينت هي: القرنفل= النوار و "الجاوي" وصباغة "شانعا" و "المسك" و "المسكة الحرة" و يصبغ هذا الخليط ب"الزعفران" الحر و يترك 7 أيام ليختمر .
و تركيب العطور إنطلاقا من مواد شائعة منذ فجر التاريخ.
يستعمل عطر توسرغينت في الختان و العقيقة والزواج خاصة في ليلة الزفاف لأن هذا العطر يملك رائحة نفاذة تؤدي إلى ارتخاء أعضاء الجسد .
لقد فهم أن العطور بعيدة الهشاشة والنفاذ تمتلك قوة كيماوية و شبقية مثيرة وخطيرة فللعطر قوة السم القاتل.
ويستعمل الكراميون أيضا ( عطر ماء الورد: "ماورد" وهذا العطر يقتنى من عند العطار ويعطر به الحاضرون في حفل الزفاف أو العقيقة أو الختان بل وحتى في الحياة اليومية العادية أي دون وجود مناسبة معينة إذ يشيع رش الضيوف بماء الورد دليلا على كرم الضيافة كما يرش ورق الورد على الهالك في قبره أثناء دفنه.)

الوشم



إن التسمية التي استعملها العرب لتعيين الوشم هي: "الكتابة بالنقط " ويعرفه الدكتور الخطيبي بأنه : "لباس مكتوب" والوشم ممارسة معروفة لدى الإفريقيات ولدى العربيات وتتعدد الألفاظ الأمازيغية التي تعين الوشم منها: "لوشام" "نتيفا" "أحدجام" عند :( أيت نظير، أيت مييلد ، إزايان ،إشقيرن)

"أشراف" عند:(زمور) "تيشرت"عند( أيت وراين) ويسميه أيت سغروشن: "تيكاز" في حين يسميه أيت زدك "تحدجامين" أو "أشراف".

والفعل :"إشْرف" من هنا تتأكد الرابطة الدلالية بين الوشم النقش في المعمار ) تاشرافين( وهي الرسوم الهندسية التي تزين الأسوار والأبراج في القصور هناك إذن رسوم مشتركة بين المعمار والوشم ويمثل "أفراي" و "الساقطا" نموذجين لهجرة أدلة المعمار إلى الوشم.

المرأة التي تتكلف بالوشم غالبا ما تكون من قبيلة أيت بسري من قصر البور غير أن هناك اختلافا في وقت إنجاز الوشم : فنساء قصر الكبير يشمن بعد الزواج أما التولاليات و السغروشنيات فهن يشمن قبل الزواج " ينجز الوشم بالإبرة أو السكين على شكل نقط ، ويكون ذا لون أخضر تتخلله زرقة " وتعتمد الواشمة على فن وتقنية بدائيين ترسم الواشمة الأشكال والرسوم بالسكين وتحك هذه الرسوم بخليط من الحناء المدقوق والكحل والملح والسكر وتلصق بالرسوم الفصة أو نبتة تسمى "أضيل نووشن"

بعد أن تدق في المدق "المهراز" وهناك علاقة بين الوشم ولون البشرة إذ ينتفي الوشم لذا نساء الجنوب مقارنة بين بنساء الأطلس والريف ومرد ذلك إلى اختلاف لون البشرة فزرقة الوشم لا تكاد تظهر في البشرة السمراء لدى نساء الجنوب لذلك يوثر الوشم النساء ذوات البشرة البيضاء على الخصوص و نجده منتشرا في كل جهات المغرب باستثناء الجنوب حيث بشرة النساء أكثر سمرة وحيث يختزل في صليب صغير يسند له مفعول ما وبالإمكان استعمال الوشم التقليدي في كل أجزاء الجسم عدا العنق فالكرامية لا تلجأ إلى وشم العنق إلا أصيبت بخيبة أمل في حياتها أو إذا حلت بها مصيبة كفقدان الإبن أو احتراق المتاع و الممتلكات : فالوشم إذن أداة تعبيرية عن الانفعالات والانسياب الشعوري، ويتضح هذا البعد السيكولوجي للوشم عند العاهرات فرسوم الوشم عندهن يختلف عن الوشم عند نساء القبيلة ومرد ذلك إلى الخصائص النفسية للعاهرة التي تنتابها مشاعر الذنب والخطيئة. وتميز الوشم عند العاهرة يكشف أبعادا أخرى من طبيعة المجتمع المغربي : فالقبيلة تلجأ إلى إنزال عقوبات " قانونية" على كل من سولت له نفسه التمرد على أعراف القبيلة وهذه العقوبات غالبا ما تأخذ شكل إبعاد عن القبيلة ويترجم هذا الإبعاد في تميز رسوم الوشم على الجسد ، من هنا تتأكد الأبعاد التاريخية ،الاجتماعية، والقانونية للوشم .

كما يتميز الوشم عند السجناء والجنود فهنا عند هؤلاء يكشف عن فلسفة للزمن ترنو إلى تعجيل الزمن بمعنى أن السجين يشغل الوقت بعملية الوشم غير أن ممارسة الوشم عند العاشقين تكشف أبعاد فلسفية مناقضة تتلخص في محاولة تقييد سيولة الزمن أعني تلخيص دورة الزمن في لحظة واحدة = الذكرى
ويشيع عند اليهود المغاربة وشم جبين الرضع "ونعلم أن الجبين مكان التكفير بالنسبة للإسلام " وجاء في القرآن الكريم: (إذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر) س الحج آية: 71 وسيظهر حسب القول المأثور ، المسيح  الكذاب و على جبينه علامة كفر
 إن الإهتمام بالوشم يندرج  في سياق الثقافة الشعبية وخاصة الثقافة الأمازيغية التي تمارس عليها شتى أنواع التهميش والإقصاء نتيجة عوامل سياسية قانونية ، و عوامل دينية فالوشم مظهر لثقافة المهمشين الذين نستنجد بهم لحل تناقضاتنا ونهملهم أو نقاطعهم أو نردعهم كلما سألوا عن مصيرهم ككثلة بشرية مرتكزكل وجود اجتماعي وصاحبة المصلحة في كل تغيير هناك سبب آخر يثير اهتمامنا بالوشم ويتعلق الأمر بالتحريم المسلط عليه من قبل الديانات السماوية فالإسلام مثلا صمت عن موضوع الوشم ولكن حديثا يقول ضمنيا " لعنت الواشمة والمستوشمة" فأصبح الوشم بمرتبة الربا لأن تبديل كتابة مقدسة بكتابة بالنقط يكاد يعصف بالتراتب الإلاهي.





















الاثنين، 22 مارس 2010

مــــــــــــــــلاحــــــــــــة
































مـــــــلاحـــــــــة


ينتمي قصر ملاحة إلى مشيخة كير الأسفل جماعة كير ويتكون من ثلاثة

قصور هي :

أقربوص - أيت موسى أوعلي - أيت يحيى وخليفة- وعلى ضفتي الوادي

(كير)

منطقتين:

1- تمالوت: في البداية توجد بالضفة الجنوبية لوادي كير ( يحدها شرقا

قصر باكنو وغربا تيزي بنت حزيم وجنوبا تامعدنييت و تمشطت و تيزي

نتزكارت وشمالا وادي كير مساحتها 300مربع.)



2- أسمر: يوجد في الضفة الشمالية للوادي( يحدها شرقا قصيرة النصارى

قرب باكنووغربا أغنبو نعشير وجنوبا وادي كير وشمالا تمدا وملاح

وأفردو نعشيرمساحة المنطقة 60 كلم مربع) تبلغ المساحة الكلية لملاحة

360 كلم مربع




قصر أقربوص


يعتبر قصر أقربوص أول قصر بني بالمنطقة في أوائل القرن الثامن

عشر وتقطنه قبيلتا "أيت موسى وعلي" و"أيت يحيى وخليفة" غير أن
النزاعات القبلية غيرت حياة السكان حيث تم إحضار الشرفاء من منطقة

و لاد شاكر وأوفوس من أجل فض النزاعات وإصلاح دات البين بين

المتخاصمين ...غير أن القبيلتين خرجتا من القصر ليبقى الشرفاء وحدهم



بالقصر ويسكن أيت يحيى وخليفة ب المكان المسمى "تامالوت" قرب

مزرعة "تيسليت" ويقطن أيت موسى وعلي بالضفة الأخرى المكناة

ب"أسامر" وقد تم بناء القصرين في عام 1930 م حيث تم إتفاق مسبق

أن القصرين يكونان في خط متواز ولا يعلو أحدهما عن الآخر ولو

بسنتمتر .

مكث أهل أيت إحيى وخليفة في قصرهم لمدة 25 سنة حتى غمرهم

فيضان وادي كير 1963 وكان ذلك ليلا. حيث فر المتضررون إلى

الهضاب المجاورة لمزرعة تسليت ولما جف الماء عاد الأهالي إلى

قصرهم مما دفع قائدهم "باهدان" إلى رفع شعار التحدي وإعلان



بناء قصر جديد بالقرب من قصر أيت موسى وعلي وهكذا عاد الخلاف

بين القبيلتين فعزم الجيران على قتل باهدان الذي استنجد بالسلطات

لحمايته وهكذا تم له ذلك بنفي المتمردين إلى بودنيب لمدة سبعة أشهر

حتى انتهى البناء وتم الإعمار وبعد عودة المنفيين وجدوا السكان في

قصرهم الجديد محروسين لا أحد يقدر على زعزعتهم أو طردهم

وأخيرا عاشت القبيلتان في وئام وتآخ تامين وتصاهروا فيما بينهم وساد

الحب والإيخاء إلى عصرنا هذا حيث بنى الأهالي مساكن خارج القصر.

ويرجع المهتمون سبب التسمية إلى: حكاية أحد الرعاة من تيط نعلي كان

يرعى ماعزه بالقرب من المنطقة وفي كل مساء كان يلاحظ لحية جديه

بيضاء بمادة تتلألأ وما كان عليه إلا أن ذاق المادة فوجدها ملحا وهكذا

أخبر سكان ملاحة عن وجود هذه المادة بالجوار فقام السكان بحفر البئر

وبنوا أحواضا من حجر وتراب حسب عدد الأسر من القصور الثلاثة

وتدوم الدورة الإستغلالية 32 يوما وكل يوم حسب الدلاء المستخرجة فيه



ويسمى مكان استخراج الملح ب: "أفرى" وتم تخصيص حصة من الملح

للرجل الذي أخبر بالمكان دون أن يقوم بالعمل مع أهالي القصر.



تسويق الملح: عن طريق نقله على الدواب في قوافل تتجه نحو القصور

على ضفاف وادي كير وتتم المقايضة : مد ملح = مد ذرة وتصل

القوافل إلى قصور وادي زيز وتافيلالت وكان مد الملح بتافلالت بمقدار

مدين من التمر. وفي زمننا هذا يباع الملح بالقردية وهي: 5 أمداد وثمنها

5 دراهم أو 6 دراهم حسب جودة الملح والملح نوعان: الرخيصة الثمن

ولونها أحمر تصلح علفا للماشية أو ترش بها الجلود للدبغ والبيضاء

مرتفعة الثمن تطحن بالرحى اليدوية أو تدق بالمهراز وتوضع في الطعام




لتعطيه لذة ونكهة طيبة ينقل الملح من أفرى إلى القصر بواسطة الدواب

ومن القصر إلى السوق بواسطة الشاحنات. ومن أقوال أهل بودنيب:

"ماء تولال وقمح زيز وملح ملاحة مخصهوم دواز"


عمل سكان القصور على سقي أراضيهم عن طريق بناء سدود تقليدية

بالحجر والتراب لرفع مستوى الماء وإيصاله إلى المزارع والحقول عبر

السواقي وقد خضعوا لنظام السقي التقليدي الذي اختاروه لأنفسهم وعملوا
به وهو كالتالي:



تم نظام السقي منذ قدم الزمن على الدورة السقوية التي تدوم 26 يوما

وكل يوم يسمى: النوبة وتتكون كل نوبة من 8 أرباع والربع هو 3

ساعات في فصل الشتاء و 2 ساعات



في فصل الخريف حيث يتم نقص الثلث من كل ربع.



وهناك يوم من 26 يوما لزاوية باكنو أي لصالح سيدي محمد بن أحمد

يسقي بها شرفاء باكنو أراضيهم الموجودة بملاحة ويقوم الشرفاء بإيصال

الماء إلى قصر أقربوص حيث توجد المزرعة في اليوم الخاص بالسقي

عندهم وهذا حتى لايخصم التوقيت من أية نوبة أخرى.




تقسيم الدورة السقوية شتاء وربيعا وصيفا.



12يوما بأيت يحيى وخليفة



8أيام بأيت موسى وعلي .



6أيام بأقربوص يدخل فيها يوم الشرفاء وهذه الأيام مقسمة حسب ملكية

كل فرد سواء من هذا القصر أو ذاك. وحسب موقعه في النوبة .



تقسيم الدورة السقوية الخريفية:



هذه الدورة مكونة من 18 يوما حتى لا تضيع منتوجات الذرة التي

تتطلب كمية كبيرة من الماء وتقسم هذه الدورة إلى :


8أيام لأيت يحيى وخليفة .



6 أيام لأيت موسى وعلي.



4 أيام بأقربوص يدخل فيها يوم الشرفاء .