الجمعة، 17 يونيو 2011

الزواج le mariage

- الزواج:

إن البعد الأسطوري لطقوس الزواج يتلخص في حادثة انفصال حواء عن جسد آدم: فحواء خرجت من الضلع الأيسر لآدم. مما جعل حياة آدم الذكر رحلة أبدية للبحث عن الطرف الآخر المكمل للذات و هذا التصور نجده أيضا في الفلسفة اليونانية فأفلاطون يتحدث عما يسميه "الإنسان الخنثي" غير أن الزواج يرتبط بأبعاد أخرى اجتماعية : فالزواج وسيلة لتمتين الروابط بين أسر القبيلة .
و تشيع في كرامة عادة الزواج المبكر و الزواج من أبناء العمومة. تتصدر احتفالات الزواج مجموعة من طقوس التطهير ، ترمز إلى الانتقال من مرحلة الكائن الناقص إلى مرحلة الكائن الكامل و هذه الطقوس التطهيرية تتجلى في : استحمام العروس في الساقية أو العين أو الوادي . وتتكلف امرأة مسنة لم تتزوج إلا مرة واحدة في حياتها بتجميل العروس : فتكحل عينيها بالأثمد و تصبغ شفتيها و لثتيها بالسواك و تزين جبهتها بالزعفران و هذا الترتيب هام جدا لأنه يعتمد مبدأ التدرج في الألوان من الأسود إلى البني إلى الأصفر ثم تجمل وجه العروس بالحرقوس .
و أثناء إنجاز عملية التجميل يشترط ألا تنطق العروس بكلمة إذ يعتقد أن الكلام في هذا الظرف هو سبب الطلاق و هذا القيد ليس سوى محاولة لترويض العروس على الخضوع و الامتثال لإدارة الزوج.
ثم تزف العروس إلى البيت الزوجي و يشترط ألا تلتفت إلى الوراء لأن ذلك سيؤدي إلى الطلاق غير أن هذا الشرط يبتغي قطع علاقات الإتصال بين الزوجة و أهلها و خلق استعداد نفسي عند العروس لقبول وضع التبعية المطلقة للزوج و في البيت الزوجي تنطلق حفلة "الحناء" تقاد الشموع و تستعمل عطور "تاوسرغينت" و يوزع اللوز و الثمر على الحاضرين و تخضب أيدي العروسين و أقدامهم بالحناء اعتمادا على طريقة النقش المعروفة ب"إنزغن" كما يصفف شعر العروس بطريقة إزلومن و يحمل العريس على ظهر حرطاني "إسمغ" بينما تحمل العروس على ظهر امرأتين تزوجتا مرة واحدة.
و في الصباح تفك "إزلومن" من طرف أربعة من ("إمسناين" = المرسولون الذين حملوا الملابس والهدايا إلى العروسة وفي اليوم الموالي أحضروا العروسة إلى بيت الزوج) و إذا أغفلوا خصلة يؤدوا ضريبة و هي عبارة عن مدين من اللوز.
وفي الصباح الموالي لليلة الزفاف ينظم طقس"تازلافت" (الكصعة) يتم فيه تبادل سبع لقمات من الكسكس بين العروس و الحماة . وتبادر الحماة في تقديم اللقمة للعروس و يتم الحرص على عدم اسقاط شيء من فتات اللقمة و عند أيت سغروشن تربط الحماة و العروس بحبل إلى عمود الخيمة "حمار" و في اليوم الالثاني من الزفاف ينظم طقس "تارديوين" الغسيل إذ تغسل يدا العريس و العروسة بالسمن فوق الحساء.
و في اليوم الرابع بعد الزفاف تحمل العروس طفلا على ظهرها "الذي يرمز إلى تمنيها للخصوبة" و تملأ جرة ماء من الساقية تعد به العشاء في المساء و ترمي اللوز و التمر الذي تحمله في "أعمور" ثم تملؤه بالماء أما العريس فيلزم البيت ولا يغادره إلا في اليوم السابع بعد ليلة الزفاف إذ لا يراه والداه إلا بعد مرور سبعة أيام عن ليلة الزفاف و بعد تحية الوالدين في الصباح الباكر يذهب إلى المزرعة رفقة وزيره لجلب العشب.