هذا القصر القديم التابع لقبيلة أيت بن عمرو من رحل المنطقة وحسب التعبير الشفهي فكلمة: إسكـَ = القرن. على سفح جبل مصروح و كلمة: نى = ذلك. والمعنى = ذلك القرن
مجموعة سكنية تابعة إداريا لقيادة كرامة و الجماعة كير
قبل الخوض في تحديد مراحل هذا البحث المتواضع عن هذه المنطقة إيسكنى نرجع لى تسمية "أيت سغروشن" حيث قيل لي بأن جدهم مولاي على بن عمرو كان يرعى الغنم وعند دخول وقت الصلاة أقامها و لما انتهى من الصلاة التفت إلى غنمه فوجد الذئب من بينها فصاح قائلا:"ءوجور ءاش إيسغر ربي " = ابتعد صعق الله
و الطريف في الحكاية أنه بقدرة الخالق جمد الذئب في مكانه ولم يسطع الحركة و لذلك سموا بأيت سغروشن و هذه الحكاية لا تختلف عن التعريف السابق .
سبب التسمية:
كان سكان القرية عبارة عن رحل يتنقلون بماشيتهم بحثا عن الكلإ وكانت الأراضي في ملكية أهل تولال لم يعمروها بل كانت أرض خلاء يستغلها هؤلاء الرحل لرعي ماشيتهم وتم لهم شراؤها بيعا جماعيا وليس فرديا فبدأوا بالإستقرار بها حيث بنوا بها مساكنهم يلجأون إليها صيفا و يفارقونها شتاء و عندما اتسع اهتمامهم بالزراعة استقروا بها نهائيا و كانوا كلما بعد بينهم التواصل بالمسكن و عند مجيء قبيلة أخرى و أرادت المكوث بالمكان لوجود عين ماء دائمة الجريان أقيم عليها "ماجن" منذ الإستعمار هرع إليهم السكان للإجلاء و كانوا يقولون لهم إياكم و المكوث ب "إسك نا " = ذلك القرن من سفح الجبل فهو خاص بنا و كتبت بالعربية "إيسكنى" و إن كانت كما يقال:" أزدوغ " أو "إمزداغ " فمن السهل كتابتها هكذا و لكانت التسمية هكذا.
الجانب الطبيعي:
تقع إيسكنى على أرض منبسطة عند قدم سفح جبل مصروح شمالا وجنوبا الطريق الرابطة بين مكناس و تالسينت و أراضي تولال و غربا إفردى و أراضي إيكرامن و قيادة كرامة التي تنتمي إليها إداريا و تبعد عنها ب 20 كلمتر و شرقا نجد دواوير أيت عيسى تنتمي القرية إلى المناخ الشبه الجاف لوجود جبال الأطلس الكبير حاجزا للتيرات الرطبة و وجود التيارات الصحراوية الحارة تصل الحراة بها صيفا إلى 40 درجة و شتاء 00 درجة.
النشاط الإقتصادي:
يعتمد السكان في معيشتهم على الفلاحة و تربية المواشي 1000 رأس من الغنم و 500 رأس من الماعز يتم تسويقها بالسوق الأسبوعي بكرامة فالفلاحة التقليدية لزراعة الحبوب القمح و الشعير و الذرة بوسائل تقليدية غير أنهم يعتمدون في الآونة الأخيرة على الحديثة منها في الدرس = la batteuse و كذا غرس بعض الخضر و الفول فقط يتم تسويقها بالسوق الأسبوعي ولا ننسى زراعة
" الفصة " = la luzerne التي تستعمل علفا للماشية سواء خضراء أو مجففة و من المغروسات التي تحتل المرتبة الأولى الزيتون و بالقرية اثنتان من مطاحنها كما نجد قليلا من أشجار الخوخ و المشمش و الرمان و التين و قليل من أشجار التفاح و يعتمد السكان في السقي على ماء العين بالتناوب كل أسبوع " لفخدة " أو" عضم "من القبيلة
أو ماء المطر. وعلى العموم فهذه الزراعة تضل ضعيفة لا تسد حاجيات السكان الإستهلاكية.
أما النشاط الإقتصادي:
فيعتمد على بعض الأفرشة و الأغطية و الجلابيب و السلاهم
و يعتمد على الصناعة التقليدية إلا أن هذه الموارد غير كافية لعيش السكان المتبقين في القص بل هناك بعض المساعدات التي يقدمها الأبناء للآباء حيث الجنود و الموظفون
و العمال خارج البلدة
الجانب الإجتماعي:
تعرف القرية نموا في الأبناء بناءا على أفكار و مفاهيم خاطئة مفادها أن الحفاظ على الزوج من كثرة الأبناء و باعتبارهم ورقة ضمان للمستقبل عند الشيخوخة.
تتكون ساكنة " إيسكنى" من ثلاث فخدات = إغصان هي:
أيت عمرو أو يحيى
و أيت الصغير
و أيت علي أو محند
و هم جميعا من عرق واحد سليل الولي الصالح مولاي علي بن عمرو الإدريسي و لكل عضم عضويته في الجماعة السلالية التي تنظر في شؤونهم و الدفاع عن مصالحهم و لهم شيخ المزرعة الذي يقوم بحراسة المنتوجات صيفا و شتاءا و نجد كذلك المقدم الذي تعينه السلطات المحلية بأمر من وزير الداخلية و هناك نائب العاصي الذي تعينه القبيلة للدود عن حماية الأراضي البورية من كل دخيل ومن المسائل التي تساهم في التآخي و التفاخر في القرية القيام بشراء فحل للتلقيح = ثور الجماعة كما أن هناك التآخي المعروف بينهم في الأفراح و المآسي أو الأعمال الفلاحية كالتويزة للحرث أو الحصاد .
عقلية السكان:
يسيطر الفكر الخرافي على المرأة بالقصر فإلى جانب إيمانهم بالإسلام فهناك اعتقادهن بالأولياء و الصالحين حيث زيارة جدهم مولاي علي بنعمرو و طقوسه بتامسلمت و زيارة المقابر الجماعية بأجنتور و العين و مقبرة سيدي عبد المالك و قد أطلقن على مكان وضعه المستعمر إبان الحماية لقياس الأمطار إسم:" سيدي ميمون " يقمن بزيارته طلبا للغيث في الأيام العجاف عن طريقة " تلغنجا " يمكن زيارة الرسالة الخاصة بذلك في هذه المدونة
و للمرأة في شعر الشعراء نصيب وافر في قصة الحمار الذي أخذ منه المخ و القلب و الكبد سننشره فيما بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق